تخيلوا الحياة اليومية في مجتمع أفضل. كل لقاء مع مقدمي الخدمات الاجتماعية - العاملين في مجال الرعاية والصحة والتعليم والرفاهية والنقل والتعليم العالي والبيئة وغير ذلك - يكون ممتعًا ومفيدًا لأن رواتبهم وحالتهم ورفاههم تتوافق مع قيمتها الاقتصادية وأهميتها بالنسبة لدائرة حياتنا جميعًا. استقامة ظهور العمال وإطالة أنفاسهم بسبب الاعتراف العادل بقيمتهم وتحديات عملهم، بسبب الأجر المناسب والمستدام. أي جودة عطاء وصبر ومهنية في العمل ترافق هذه الخطوة.

في أيامنا هذه، العمل لدى الكثير منا هو الوقت الذي نوقف فيه حياتنا. في مكان العمل، تتأخر رغباتنا وتطورنا وعالمنا العاطفي ورغباتنا وإلهامنا وضميرنا "حتى نهاية اليوم". تُجبر أنفسنا كلها على الاختباء والتقلص مقابل راتب في نهاية الشهر. زملاؤنا في العمل هم أشخاص غرباء عنا يرتبط مصيرنا بهم بالصدفة ومصلحتنا المشتركة هي فقط مستوى الراتب. العمل ووقت الفراغ والسياسة هي قضايا بينها تمييز حاد، ونحن حريصون على عدم الخوض في القضايا الخلافية في مكان العمل وتركها للحيّز الاجتماعي بعد ساعات العمل.

في عالم العمل في المستقبل، نحن – العمال والعاملات – سنكون أصحاب أعمالنا. ربما سيكون هناك مدراء ومديرات، لكننا سنختارهم. سيكون توزيع الموارد والأرباح بحيث نتمتع بشكل أساسي بثمار عملنا. سوف تتكيف تعريفات الوظائف لدينا مع قدراتنا ورغباتنا ووضعنا، وستتكيف مع التغييرات في كل هذه، لأن العمل لن يكون معادلاً للأموال التي أنتجناها لصاحب العمل. لن يكون عملنا طلبًا طويل الأجل تلقيناه من مدير ما، بموجب عقد لصالح الشركة والمساهمين. لن يكون تعريف الوظيفة شيئًا تلقيناه  دون أن نكون قادرين على التأثير فيه وتكييفه مع التغييرات التي نمر بها مع الوقت والعمر.

نحن، العمال والعاملات، سنشكل وظيفتنا ونكون أحرارًا في الانتقال من منصب إلى آخر، ومن مهنة إلى أخرى بطريقة محترمة تعترف بتغيراتنا بمرور الوقت.

ستكون مهنتنا تعبيرًا عن اختيارنا لتعميق عملنا والحصول على مقابل مناسب. لن يقتصر المجتمع المرتبط بعملنا على مجتمع الموظفين فقط، ولن يقتصر على أولئك الذين يوظَّفون مباشرة من قبل صاحب العمل. سوف يختفي التمييز الثنائي بين الموظفين والعملاء، بين مقدمي الخدمة ومتلقي الخدمة، من الوجود. ستفقد استراتيجية "فرّق تسد" فعاليتها. وذلك لأن الموظفين سيكونون على اتصال مباشر ومتآزر مع المجتمع الذي يعيشون ويعملون فيه، ويعززون معًا القضايا المهمة لعامة الناس، بما في ذلك احتياجات الموظفين والمجتمع في الخدمات الاجتماعية مثل الصحة، التعليم والمواصلات والطب والرعاية. سيكون الحفاظ على البيئة وتطوير المجتمع هو الهدف الرئيسي.

إن زيادة قيمة مهن الخدمة الاجتماعية، ومعظمها "ملون" باللون الوردي بسبب تدني الأجر بالنسبة لها، سيقلل من التمايز بين الجنسين في سوق العمل وعلاقات القوة بين الجنسين بشكل عام. ستؤدي التغييرات في الخدمات الاجتماعية المخصخصة، والتي ستؤدي في النهاية إلى الملكية العامة، إلى زيادة درجة حرية النساء، وتقليل استنزافهن نفسيًا وجسديًا، وتؤدي إلى حصولهم على كامل حقوقهن كمستهلكات لهذه الخدمات.

كل هذه التغييرات لن تكون ممكنة إلا بفضل التنظيم المكثف في بشكل لم يسبق له مثيل في إسرائيل. يتطلب سوق العمل هذا زيادة كبيرة في نسبة العمال المنظمين في إسرائيل، والاعتراف العام بالحق في المساواة، وحرية تكوين الجمعيات واختيار الإضراب، ودعم الدولة للترتيبات التي ستسهل على العمال التنظم على المدى الطويل وبمثابرة، دون قيود قانونية، في كل القطاع العام وبشكل خاص في الخدمات الاجتماعية المخصخصة.

حتى في اليوم التالي للانتصار، علينا مواصلة النضال. لكن نضالنا لن يكون فقط ضد صاحب العمل ولن يكون فقط ضد أجور الموظفين. لن يتم إدارة النضالات في المحاكم باللغة  الرسمية ولن يتم البت فيها من فوق رؤوس العمال في الغرف والمكاتب بين المسؤولين وكبار المديرين. لن يتمكن المسؤولون المنتخبون من تجاهل مطالب الجمهور.

لن يكون الإضراب حدثًا منضبطًا ومحدودًا، بل سيكون حدثًا سياسيًا يفي بالحق الدستوري لكل عامل. سيكون إغلاق مكان العمل أداة للجمهور الواسع لممارسة سلطته وتحقيق مطالبه. ستكون النضالات التي سيقودها العمال ضد أرباب العمل، والحكومة، والبلدية، وأي هيئة تمتلك الموارد المشتركة، وسيتم عقدها من أجل أي هدف يقرر العمال أنه حان الوقت للنضال من أجله حتى يحصلوا على ما يريدون.

سيتم الزام ممثلي الجمهور بمقابلة الموظفين كإجراء روتيني من أجل أداء واجباتهم. ليس كتفضيل منهم، وليس من أجل تنفيذ القانون وليس لأن الانتخابات اقتربت. القرارات والحلول للنضالات سوف تتخذ بالاتفاق مع العمال والعاملات. في عالم لم يعد فيه فصل حاد بين الموظفين والمديرين والمجتمع أو بين العمل والسياسة وأوقات الفراغ والإنجاز الشخصي - سيكون الاتفاق والمصلحة المشتركة من الأمور المفهومة ضمنًا.

يعمل الكتاب الثلاثة في منظمة العمال الديمقراطية "كوح لعوفديم (قوة للعمال)".  تصوروا إسرائيل عام 2030 كجزء من مشروع "صورة النصر".

تمار أوحنا، هي رئيسة فرع المواصلات العامة في منظمة "كوح لعوفديم (قوة للعمال)"

يعيل ولفنزون رئيسة فرع الرفاه والتعليم في منظمة "كوح لعوفديم (قوة للعمال)"

تام بروموفيتش هو مدير تنظيم مهني في منظمة "كوح لعوفديم (قوة للعمال)"