من الصعب الحديث هذه الأيام، أليس كذلك؟ إنه أمر غريب، فهناك العديد من منصات التواصل المتاحة لنا – واتسآب، فيسبوك، تويتر وتيكتوك، القناة 12 وصحيفة هآرتس، انستغرام وزوم - ولكن من الصعب جدًا التواصل بصدق ووضوح مع الأشخاص الذين حولنا. يُساء تفسير كل كلمة، وتغرق الرسائل المهمة في بحر من المعلومات، وتصبح الأكاذيب أسهل وأكثر إقناعًا من أي وقت مضى.

ليس من قبيل الصدفة. تم إنشاء جميع وسائل الاتصال والاعلام التي ذكرناها لخدمة مجموعة صغيرة جدًا من الأشخاص الذين تعلموا منذ وقت طويل أنهم يربحون أكثر منا عندما لا نفهم جيدًا حقيقة حياتنا وبعضنا البعض. الآلاف من قصص التلاعب على كل شاشة تقريبًا تخبرنا بقصص بالية عن المكان الذي نعيش فيه: الشعب ممزق بين اليمين واليسار، الحريديم يريدون العيش على حساب العلمانيين، ليحيا اليهود بأمان  يجب أن يعيش الفلسطينيون تحت نظام مرعب. ونحن محبطون وغاضبون وعاجزون أمام الانطباع بأن وسائل الاعلام لا تهدف إلى خدمتنا. بأن شخص آخر يستفيد من القصص التي تظهر فيها.

لكننا لا نيأس، اليوم نطلق مجلة روزا كمنصة لتيار سياسي جديد في إسرائيل. تيار يشمل العاملين والعاملات والفلسطينيين واليهود والعلمانيين والمتدينين. تيار يسعى لتفكيك الانقسامات التقليدية وبناء القوة لتغيير القطاع العام بحيث يخدم غالبية سكان البلاد. يحتاج هذا التيار إلى صوت، ومنصة لإجراء المحادثات من خلالها - باللغتين العبرية والعربية. من أجل كسر هذه التقسيمات الصارمة، يجب أن نتعلم التعرف على وجهة النظر والمفردات وقصص حياة الأشخاص الذين لم يتم اعتبارهم بشكل تقليدي جزءًا من مجموعتنا. تبادل وجهات النظر والخبرات والاستنتاجات كلها تعتبر عملية ضرورية لنجاح هذا التيار الجديد، وقد تم تصميم مجلة روزا لتمكين ذلك بالضبط. في عالم تنحاز فيه معظم وسائل الإعلام لصالح أقلية صغيرة وقوية، نعد في روزا بأن نكون منحازين لصالح غالبية سكان البلاد.

يذكرنا اليوم، الأول من أيار، عيد العمال والعاملات في جميع أنحاء العالم، بما حققناه من خلال نضال حازم ومنظم لتغيير واقع حياتنا. من الصعب تخيل حياة بدون حد لطول ساعات العمل، بدون حد أدنى للأجور، بدون حظر على عمالة الأطفال، أو التعليم المجاني أو التأمين الصحي الحكومي. لكن أولئك الذين عاشوا عالم مختلف إلى هذا الحد، قبل انتصارات العمال، كان بإمكانهم في الواقع تخيل الحياة مع كل هذه الأمور. تمكنوا من تخيل عالم أفضل، وبعد ذلك بمساعدة الخيال والعمل الجاد ومنصات الإعلام للتحدث من خلالها، تمكنوا أيضًا من تحقيقه، خطوة بخطوة، نصر يتلوه نصر.

الآن من واجبنا أن نتخيل أننا نستحق أكثر من الفتات الذي يوزعه نظام  رأس المال ويتوقع منا النضال من أجله. لذلك، كأول مشروع للمجلة، طلبنا من عدد من الكاتبات والناشطين من التيار السياسي الجديد الذي بُني في إسرائيل أن يتخيلوا معنا، رسم صورة النصر. طلبنا منهم وضع عام 2030 أمام أعينهم، بعد أن تمكن الجمهور الإسرائيلي من استعادة السيطرة على مصيره والانتصار والتمسك بالسلطة الحقيقية. طلبنا منهم أن يخبرونا بما سيفعله الجمهور بالسلطة التي في أيديه، وكيف سيصحح المظالم ويحل المصاعب التي تميّز حياتنا في البلاد حتى الآن. وقد تخيلوا – تخيلت ميخال مايرس نظام رفاه لنا جميعًا، يتلقى الاستثمار العام الذي نحتاجه. تخيل أرنون بيليغ نظامًا اقتصاديًا ديمقراطيًا يعطي أهمية لحياتنا وليس للأرباح الخيالية. تصورت تمار أوحانا، وياعيل ولفنزون وتام فروموفيتش إسرائيل التي يتمتع العمال بها في السلطة ويتمتعون بالديمقراطية في أماكن عملهم - وفي الأيام والأسابيع القادمة سنعلن المزيد والمزيد من الانتصارات. صور النصر هذه ليست غريبة ومستحيلة، لدينا القوة لجعلها حقيقة وواقع. لكن من أجل هذا يجب أن نتعاون، وأن نمزق الانقسامات التقليدية في مجتمعنا، ونعمل معًا ضد أولئك الذين يستمتعون برؤيتنا ضعفاء ومنفصلين. من أجل التعاون، يجب أن نتحدث مع بعضنا البعض حول الواقع الصعب لحياتنا وطرق تغييره. جهاز التحرير في مجلة روزا يأمل أن نتمكن من الحديث هنا، في المجلة.

تعالوا للتحدث معنا.